موضوع: ذاكرة روح ... !!! الأربعاء أغسطس 03, 2011 7:40 pm
إن كان للعقول ذاكرة وللقلوب ذاكرة .. فهل للأرواح ذاكرة ؟!. سألتني دوما يوما : لم يهفو القلب إلى شخص بعينه عند المرور على مكانٍ بعينه أو عند سماعٍ بعينه ... ؟! كنت قبل اليوم كلما تذكرت ما كتبت : " يا نور عنيكِ يداعب الملكوت ويتمايل .. لمسة إيديكِ تغزل حنيني جدايل " يضج قلبي وأتذكر شخصاً بعينه بل أتذكر عينه بل إني لا أتذكر منه سوى عينه . إذن هي الأرواح التي تملك الذاكرة التي تنعشنا وتحيي ما بنا من نَفَس الرحمن .. وإلا فلم يذكر المصريون أيام رمضان كلما سمعوا آذان الشيخ محمد رفعت .. ؟! إنها ذاكرة الروح التي تستدعي ما بها من نور الرحمن .. ومقام كل روح يتوقف على مدى ذاكرة هذه الروح في تذكر أيام الله . وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا . ما جاءت " ألست " بكتاب ربنا جل وعلا غير هذه المرة .. إنه يوم ألست يوم الشهادة الأولى ... والروح تتذكر منه على قدر مقامها .. وكل بهجة تطير بالقلب وكل هفهاف للجنان وللمحبوب من راح يوم ألست تأتي به ذاكرة الروح المؤمنة .. وأرى ( رأي شخصي ) أن مشروعية الذكر والتسبيح والتهليل جاءت من باب إنعاش ذاكرة الروح . فإن اللهاج بالذكر باللسان يظل باللسان إلى أن تمتلئ ذاكرة اللسان فإن استمر اللهاج بالذكر فاضت إلى ذاكرة القلب إلى أن تمتلئ ذاكرة القلب فإن استمر اللهاج بالذكر فاضت إلى الروح أو بالأحرى إلى السر فإلى سر السر . كلٌ قد علم صلاته وتسبيحه . كن معي في السطور القادمة مُسَلِّمَاً مُسالماً .. وتخيل بعين قلبك أنك منذ يوم خرجت إلى الفانية وأنت في حلمٍ لم تصحو منه بعد ! وأن ما حدث لك حتى قراءتك هذه السطور حُلمٌ في نومٍ .. حتى نومك فهو نومٌ في حُلمٍ . أنت في عالم الخيال .. تقوم بدورك تشخص شخصك .. ورغم أنك فان فإن الصور المتلاحقة التي تعتريك كل يوم ما هي إلا صور .. إلى أن تموت فتنتبه أن ما حدث في ما مضى ما كان إلا حلم . الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا . قَالَ : كَمْ لَبِثْتَ ؟ قَالَ : لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ . أيام المرء على خمسٍ : يومٌ أتى وولى : وهو أمسه .. لم يعد له فيما فرَّط فيه شيء ، ولا تصل يده إليه ولا يستطيع لمسه يوم الآن : وهو يومه وعليه أن يتزود منه على قدر استطاعته . يومٌ آتٍ : وهو غده .. وربما ليس له فلا يأت .. فعليه ألا ينشغل به ولا يعبء له . يوم النهاية : هو آخر الأيام .. فليدعه يمر بسلام .. ليجعله في باله .. وليذكره في كل أحواله . يوم القيام : فالناس نيام ، فمن مات منهم انتبه وقام ، وسأله ربٌ علاَّم ، فمن كانت إجابتهُ حاضرة مر .. إنها ذاكرة الروح ...