مكتبات المودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مكتبات المودة


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 صبــــــــــــــاح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ali shahin
Human Being
ali shahin


عدد المساهمات : 1665
تاريخ التسجيل : 13/03/2008

صبــــــــــــــاح Empty
مُساهمةموضوع: صبــــــــــــــاح   صبــــــــــــــاح Emptyالثلاثاء سبتمبر 13, 2016 4:00 am

/
صبــــــــــــــاح 94531110

..


==========
صبـــــــــــــاح
==========
أروي لكم عن حكايتي مع صباح أحكيها للرواء والسقيا لا للقصص .
فعند ربي أحسن القصص . ويعقوب النبي حذر يوما فقال لا تقصص .
ربما تجاوزت صباح السبعين من عمرها بقليل أو لم تتجاوزه .. ليس هذا ما يهم .
... ...المهم أني من خمس سنوات كنت ضيفاً على شيخ العرب أبا الفتيان سيدي أحمد البدوي بطنطاه غرب الدلتا بمصر ضيفني عنده من الأيام خمساً بخدمته ! .
بأحد هذه الأيام
دخلت صباح سرادقنا الوسيع المقام على بضع مئاتٍ من الأمتار ..
تتهادي بخطوات تكاد تحصى وبيدها عصا تتكيء عليها ..
وتلبس من الملابس النظيفة الزاهية الكثير ومن الخواتم الوفير ..
بوجه جميل لا هي بالسمينة ولا بالنحيفة ولا بالقوية ولا الضعيفة .
تقترب من الستين بعد المائة من السنتيمترات .
عجوزٌ لكن ما بظهرها انحناء ..
على وجهها بقايا حسنٍ قديم . وأيضا حزنٌ قديم .
فإذا بها تتجه نحوي وتنظر لي وكأنها تستأذن الجلوس جواري ..
فأوسعت لها المكان .. جلست صباح وتربعت .
فاجئتها : ايه الحلاوة دي .
تبسمت ووضعت يدها على شيٍ من وجهها تمسحه .
وكأنها تستدعي أنوثة غابت من سنين ..
حلاوة ايه ما خلاص ..
سألتها تأمريني بشيء .. أجابت بعض الشاي ..
روح اعمللي شاي يا وله ( يا ولد ) ..
سالتها سكرك ايه .. ؟؟
قالت سكر تقيل شاي خفيف وما تقلبش السكر ..
قلت لها ليه ؟ ..
قالت سيبه يدوب لواحده .
أحضرت الشاي .. وكنت في طريقي يلح علي سؤال فسألته لها :
هل أحببت من قبل ؟؟..
تبسمت بما يقترب من الضحك .
وقالت : رجالة كتير حبوني كتير .. تزوجت 3 مرات منها مرة وانا عندي 14 سنة .
ثم أخرجت كيساً من القماش من طيات ملابسها .
مربوط برقبتها فتحته بصعوبه .
وأخرجت منه صورة أنهكتها السنين .
لفتاه من اصول شعبية تلبس ملابس زاهية الألوان طويلة الشعر وجهها كأنه البدر .. ممشوقة القوم حالمة .
قلت لها معقول هذه صورتك ..
قالت بثقة نعم ..
لم تكن أمي لتتركني أمشي بمفردي بالأسواق أبدا كان أخي دوما يصحبني ..
أنا متعلمة طالعة من 5 ابتدائي . فضحكت .
شربت رشفة من الشاي ثم التفتت إلي وقالت لكني لم أحب غير واحد .
فدهشت وسألتها : أيهم ؟
قالت ماتجوزتوش .. نصيب .
قلت لها : لم ؟
قالت هو بقرية قريبة من قريتنا .
وأنا لم اكلمه غير مرة ولا مرتين في حياتي ..
لما كنت بشتاق له كنت باخد سيارة لحسابي بسواق مخصوص .
وأوقف السيارة بمشارف قريته عند كوبري على البحر..
وانزل منها لآخذ نفساً عميقاً من هواء قريتهم ليملأ صدري ورئتاي ..
وأظل هكذا ساعة أو اتنين .. ثم أعود إلى قريتي .
الله ... الله .. الله ..
هنا اعتدلت في جلستي ونظرت لها نظرة أخرى غير النظر الرحيمة التي كنت أنظرها .
أنا الآن أمام واحدة من أهل الغرام المنسيين المجهولين وما أكثرهن في ديوان أهل الغرام .. أكلتهن ليلى وهند وسلمى وغيرهن من الشهيرات .
فذهبت وأحضرت لها متكئاً تستند عليه .
وصار لنا من الحديث الكثير .
وفجأه التفتت ولها عينان واسعتان جدا ازدادتا اتساعاً نحو باب السرادق وتأوهت وفتحت فاه .. ثم وضعت يدها على فاهها وصرخت :
يالهوي !! ... داروني داروني .. خبوني !!! .
واختفت خلف القماش ..
وكانت ترقب رجلاً عجوزاً أكلته السنين وشربت .
نحيلاً ربعه لكنه يميل إلى القصر أكثر منه إلى الطول .
بيده عصاً يعلقها بمرفقه ولا يتكيء عليها ..
ويلبس نظارة سميكة العدسات بشكل ملحوظ وكأنها بلورة وليست نظارة ..
وبيده اليمنى سيجاراً يدوياً ممن يصنعونه بأيديهم ( لف ) إقتربت ناره من أصبعه ولكنه لا يرحم السيجار ولا يلقيه .
فهو أصلا لا يشرب منه شيئاً .
يدير برأسه في السرادق وكأنه يبحث عن شيءٍ ما .
وفجأة اتجه نحوي وجلس بنفس المكان التي كانت تجلس به صباح ..
وقال لي اعملي كوب شاي يا وله ( ولد ) .
قلت له شايك ايه يا عم ؟ .
قال : سكر تقيل شاي خفيف وما تقلبش السكر ..
قلت له ليه ؟ ..
قال : سيبه يدوب لواحده .
نظرت إلى صباح من خلف القماش وتعجبت ..
فهي تشير إلي بنداء يكاد لا يسمع : تعااااالى .
قلت لها همساً : هو ؟
أومأت برأسها : نعم ..
ووجهها الأبيض شديد البياض تحول الى لون الدم .
قلت ماذا تريدي ؟
قالت : أبوس ايدك خليني اعمله انا الشاي .
قلت لها لا ضير .
انتظرت صباح حتى عادت بالشاي .
ثم قدمته للعجوز المتهالك : تفضل .
أخذ الشاي وما شكرني .
رشف رشفة من الشاي . ثم تنهد وقال لي : فين صباح ؟
قلت له : صباح مين يا عم ؟ .
قال : اللي عملت الشاي ده .
نزلت من عيني دمعه وقلت خلف القماش يا عم .
فأخرج من جيب صديريته بجوار قلبه لفافة أخذ وقتا في فكها .
وقال لي : اعطها هذه الوردة .
نظرت إلى ما أخرج الرجل فوجدت حطام وردة لا لون ولا رائحة ولا شكل ..
واستطرد لا تتعجب صار لها معي عامين .
ثم قام وغاب عن عيني .
=======
عذراً لإختلاط العامية المصرية بالفصحى أردت فقط أن اروي لكم حكاية صباح !!!!
.
.
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صبــــــــــــــاح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مكتبات المودة :: Ali-
انتقل الى: